| تاريخ المساهمة الأربعاء يوليو 10, 2013 9:18 pm | |
لأصل في الإسلام هو حظر وحقن الدماء، فعندما كان الرسول «صلى الله عليه وسلم» يبعث بعثة أو يرسل سرية، كان يقول لهم «تآلفوا الناس، وتأنوا بهم، ولا تغيروا عليهم حتى تدعوهم، فما على الأرض من أهل بيت من مدر ولا بر إلا أن تأتوني بهم مسلمين أحب إلي من أن تأتوني بأبنائهم ونسائهم وتقتلوا رجالهم».
فقد نهى الرسول «صلى الله عليه وسلم» عن إيذاء أهل الذمة، واعتبر حقهم كحق المسلم في شؤونهم ومعاشهم، وخلفاؤه من بعده اقتدوا به «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة»، وقد كان من وصايا الرسول «صلى الله عليه وسلم» «ألا من ظلم معاهداً، أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ شيئاً بغير طيب نفس منه فأنا حجيجه يوم القيامة»، حتى المجادلة في الدين أمرنا «صلى الله عليه وسلم» أن تكون باللين: «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن»، كما نهانا عن أبسط إشارات عداء أهل الكتاب، التي هي الشتيمة بقوله «ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله».
إن التسامح والمحبة والمودة والسلام هي الأول في الإسلام، فيجوز للمسلم مخالطة أهل الكتاب، والزواج منهم، وأكل طعامهم «اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أتوا الكتاب من قبلكم»، قرآن كريم.
وأمرنا الرسول «صلى الله عليه وسلم» بصلة الرحم، ففي حديث أسماء بنت أبي بكر «رضي الله عنهما» أنها قالت للرسول «قدمت على أمي وهي راغبة وهي مشركة أفاصلها، قال «صلى أمك»، وإن كان النصراني جاراً أمرنا الرسول الكريم بحسن جواره «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره»، وقد ذكرت في مقال سابق (نُشر في «الحياة» الأسبوع الماضي) كيف كان الرسول «صلى الله عليه وسلم» يعامل جاره اليهودي، ويجوز الإهداء إليهم، كما أسلفت في حادثة عمر «رضي الله عنه»، ويجوز أيضاً قبول هديتهم، فقد قبل الرسول الكريم هدية مالك «أيلة»، وقبل كذلك هدية «أكيدر» صاحب دومة الجندل، وهدية المقوقس، كما يجوز عيادتهم، والصدقة عليهم، وتعزيتهم على الوجه المشروع.
إن الإسلام دين المحبة، وقد قرنها الرسول «صـــلى الله عليه وسلم» مع الإيمان بقــــول ه»لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفســـه»، وإن ذلـــك ليؤكد أن الأصـــل في عـــلاقات المسلمين بغيرهم من الأديان الأخـــرى هو «السلام»، وبهذه الروح الســـامية في التســـامح هـــي التي يجـــب أن تســـود العــالم إذا أريد أن تستقر في العالم كلمة السلام ليسعد الناس به. وكــلمة السلـام يرددها المسلم كل يوم أكـــثر من أي كـــلمة أخرى، فعندما يقابل المـــسلم أي شخص يبادره بكلمة «السلام عليكم»، فيرد الآخر بإيــجاب هذه التحية التي تبشر بالسلام وتمنح الطمأنينة لصاحبها «وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته»، ثم إن السلام والسلم من صميم الإسلام وتعاليمه الثابتة ومقاصده السامية، بينما تُعدّ الحرب من الحالات الاستثنائية في العلاقات الدولية والإسلامية.
لقد كانت علاقة الرسول «صلى الله عليه وسلم» مع النصارى علاقة حب ووئام، فالمقوقس واسمه «جريج بن مينا»، وهو من عظماء الأقباط في عهد الرسول الكريم اعترف اعترافاً تاماً بنبوة رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، إذ قال في إحدى رسائله «بسم الله الرحمن الرحيم لمحمد بن عبدالله، من المقوقس عظيم القبط وقد علمت أن نبياً بقي وكنت أظنه يخرج بالشام»... والنجاشي ملك الحبشة واسمه «أصحمة»، الذي كانت هجرتا أصحاب الرسول الأولى والثانية إلى أرضه، وجاءه وفد من قريش بهدايا ليطلبوا منه رد المهاجرين، فاستدعى منهم «جعفر» ابن عم الرسول الكـــريم، وســألهم عما جاءهم به الرســـول «صلى الله عليه وسلم»، فوصف ما كانوا علــيه في الجاهلية، وما دعاهم إليه بالإسلام، فقال» هذا هو الحق، ورد طلب المشركين وهداياهم، ثم جمع البـــــطارقة وأعلن فيهم تصديقه بمــا جاء به رسول الله وإيمانه برسالته، وقال للــمهاجرين: «مرحباً بكم وبمن جئتم من عنده، أشهد أنه رسول الله، وأنه الذي نجده في الإنجيل، وأنه الرسول الذي بَشَّر به عيسى، انزلوا حيث شئتم، والله لولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أكون الذي أحمل نعليه وأوضئه».
ولما توفي النجاشي علم الرسول «صلى الله عليه وسلم» بذلك فصلّى مع صحابته على النجاشي صلاة الغائب... وقد ورد في الصحيح من حديث جابر بن عبدالله «رضي الله عنه»، أنه قال «قال النبي «صلى الله عليه وسلم» حين مات النجاشي «مات اليوم رجل صالح، فقوموا فصلّوا على أخيكم أصحمة»). وفيه أنزل سبحانه وتعالى الآية الكريمة: (لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا ًوأنهم لا يستكبرون). [/color][/b][/quote]
|
|
| تاريخ المساهمة الأربعاء يوليو 10, 2013 9:27 pm | |
كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل
الله يعطيكـِ العافيه يارب
خالص مودتى لكـِ
وتقبلي ودي واحترامي
|
|