| تاريخ المساهمة الأحد نوفمبر 18, 2012 7:46 am | |
أنطوي حادث أسيوط المروع علي تفاصيل إنسانية مثيرة, تناثرت مع دماء الضحايا, وتجمعت في السطور التالية التي توضح كيف أن هناك ثلاثة أشقاء بين الضحايا, وأن الموت اختطف أحلام أسر الضحايا في أن يروا أبناءهم علماء يشعون نورا علي الأمة.
وأن الأهالي انتشروا فوق القضبان لجمع أشلاء التلاميذ, والتعرف عليهم من كتبهم, وغيرها من التفاصيل. فقد اختلطت الأنامل الصغيرة بأقلام الرصاص, وتلونت قضبان السكك الحديدية بدماء الطهر والبراءة.. وتناثرت حروف الهجاء علي أوراق الكراريس, ونسي جامعو الأشلاء أن يسألوا عن الأسماء أو العناوين, لكن المصاب المؤلم كان أشد وطأة علي أسرتين, فقدت الأولي ثلاثة أشقاء صغار هم: أحمد ومحمد ومحمود أشرف هاشم, وفقدت الأسرة الثانية شقيقتين: آيات وإيمان يحيي علي حمدالله. وفي التفاصيل أيضا أن محافظة أسيوط استيقظت صباح أمس علي كارثة مروعة بطعم الموت والدماء, راح ضحيتها49 ضحية في عمر الزهور من تلاميذ معهد نور الأزهر بقرية بني عدي التابعة لمركز منفلوط شمال أسيوط, وأصيب نحو15 آخرين بإصابات بالغة, مما يشير إلي ارتفاع عدد ضحايا الحادث الأليم الذي وقع في السابعة من صباح أمس عندما داهم قطار الموت, الذي انطلق من أسيوط في طريقه إلي القاهرة, أتوبيس تلاميذ المعهد الأزهري خلال عبوره مزلقان القطار أمام قرية المندرة الذي كان مفتوحا في الوقت الذي تصادف فيه قدوم القطار, فأطاح بأتوبيس التلاميذ ودهسه تحت عجلاته ودفعه أمامه لمسافة كبيرة, لتتحول أجساد التلاميذ إلي أشلاء ودماء فوق قضبان القطار, ويخرج أهالي الضحايا والقري المنكوبة في ثورة من الغضب والحزن بلون الحداد, يجمعون أشلاء ضحاياهم وسط حالة من الحداد والبكاء. التحقيقات الأولية وروايات شهود العيان تشير إلي أن الإهمال الجسيم هو بطل هذه الكارثة كالعادة, فقد تجمعت كلها لترسم لنا صورة واضحة عن تفاصيل الحادث المروع الذي بدأ بمرور الأتوبيس المنكوب علي تلاميذ معهد نور الأزهر الكائن بقرية بني عدي في ساعة مبكرة من صباح أمس, وهم من المشتركين في هذا الأتوبيس, لكي يقلهم يوميا من منازلهم إلي مقر المعهد, نظرا لعدم وجود مواصلات تنقلهم من منازلهم إلي المعهد الأزهري. وقد أجمع شهود العيان علي أن المزلقان كان مفتوحا علي مصراعيه, بينما العامل كان يجلس في غرفته يدخن الشيشة, وهو ما نفته مصادر بالسكك الحديدية, وذكرت أن سائق الأتوبيس اقتحم المزلقان في الوقت الذي كان قطار الموت رقم165 قادما من أسيوط في طريقه إلي القاهرة بسرعته المعتادة.. الأتوبيس المنكوب مازال فوق القضبان, والقطار يقترب.. قائد القطار يري عن بعد الأتوبيس يعبر شريط السكك الحديدية, لكن ماذا يفعل؟ فقد أطلق صافرات الإنذار التي تحذر من وقوع كارثة, لكنه لا يستطيع مفاداته, فقد خرج الأمر عن السيطرة, والأتوبيس المنكوب لم يغادر شريط القطار بعد, لتقع الكارثة ويحدث ارتطام عنيف بين القطار وأتوبيس التلاميذ الصغار, وتدفع مقدمة القطار الأتوبيس أمامها كأنه وحش مفترس قابض علي فريسته, حيث تحول الأتوبيس إلي بقايا حطام بين عجلات القطار.. امتزجت بالأشلاء والدماء, وتناثرت حقائب الأبرياء الصغار, وتبعثرت كراساتهم وكتبهم ملوثة بالدماء فوق القضبان, تشير إلي بقايا كارثة حصدت أرواح ما يقرب من50 تلميذا دون ذنب سوي أن الإهمال القاتل قد قطف أرواحهم متمثلا في عامل مزلقان تركه مفتوحا للعبور إلي الموت, ولم يدرك خطورة عمله, وسائق أتوبيس أرعن لم يتحسب للموت القادم علي القضبان, وسائق قطار استسلم للكارثة ولم يهدئ من سرعته, ولو فعل لربما قلل من حجم المأساة. بمجرد وقوع الكارثة التي أدمت القلوب, تدافع مئات الأهالي من القري المنكوبة وانتشروا فوق قضبان القطار, الذي توقف بعد فرم الضحايا, وتلوثت عجلاته بالدماء, وراح الأهالي يلتقطون أشلاء فلذات أكبادهم, وبقايا متعلقاتهم من الحقائب والكتب, وقد تعرف البعض علي أشلاء الجثث من خلال الأسماء المدونة علي الكتب والكراسات.. المشهد مفزع بحجم الكارثة, وراح البعض يتصل بسيارات الإسعاف, لكن ليس هناك استجابة سريعة, وهو ما أشعل ثورة غضب الأهالي.
|
|
| تاريخ المساهمة الإثنين نوفمبر 19, 2012 4:00 pm | |
شكرا لك على هذا الخبر
|
|
| تاريخ المساهمة الثلاثاء نوفمبر 20, 2012 6:08 am | |
اسعدنى مرورك
|
|
| تاريخ المساهمة الثلاثاء نوفمبر 20, 2012 3:54 pm | |
أجمل ما راق لي من همسات...همستها لنا من أعماق قلبك المرهف تتمكن من الوجدان ... أوضحت غرقك ببحر العشق وأغرقتنا معك.
|
|